Inspired by the music, the costumes and the symbolic story of this timeless opera piece, Klay unleashes an enigmatic visual with layers of details, emotions and pieces of his imagination to create his own scenes of The Magic Flute.

The Magic Flute & The Captivating Realms

A Forward by Dr. Amal Nasr

Klay Kassem unleashes a new visual experiment inspired by “The Magic Flute” Opera, composed by Amadeus Mozart & written by Emanuel Schikaneder in 1791.

A symbolic story about the conflict between the demonic power embodied in “The Queen of The Night”- a reflection of ignorance through her alliance with the three snake-headed women- and the illuminating angelic power of Sarastro, the enlightened and benevolent king who is revered by enlightened priests and masters of wisdom.

The plot revolves around the love story of Tamino and Pamina and the trials and hardships they struggled to overcome with the help of the “Magic Flute” which was had the power to change sorrow into joy, until their trials of initiation were crowned with triumph and by king Sarastro vanquishing the Queen of The Night and her cohorts.

Klay Kassem’s freedom of expression is reflected, not only in formulating and developing his design elements but also in his artistic performance as a whole. He is an artist who never overlooks any stage of the process of an artwork.

In his work, Kassem maintains the uncertainty of beginning until his artwork reaches its ultimate maturity while preserving the uniqueness of each stage to produce a compelling artwork that blends spontaneity with thoroughness and precision”

“الناي السحري والعوالم الجاذبة”

مقدمة من كتابة أ.د. أمل نصر

من وحي الموسيقى ، الأزياء ورمزيات قصة هذه الأوبرا الخالدة، يطلق كلاي العنان لروائع بصرية بأبعاد غنية بالتفاصيل، المشاعر وتخيلاته ليخلق رؤيته الخاصة للناي السحري.

يطلق الفنان كلاي قاسم تجربته الفنية الجديدة من وحي أوبرا ” الناي السحري” التي ألف موسيقاها موتسارت عام 1791، وكتبها الألماني إيمانويل شيكانيدير، والأوبرا تقدم قصة رمزية للصراع بين قوة شيطانية تجسدها “ملكة الليل” التي تمثل الجهل والشر تعاونها نسوة ثلاث مكسوات الرؤوس بالأفاعي، وقوة ملائكية نورانية متمثلة في “ساراسترو” الملك الخيِّر المستنير الذي يقيم حكمه على أساس الحكمة والعقل وتحفّ به كهنة المعرفة و أساطين الحكمة . وتسرد أحداث الناي السحري قصة حب الأمير الوسيم تامينو لبامينا الحسناء ابنة ملكة الليل والصعاب التي واجهت تلك القصة التي ظلت الحبيبة فيها مع الحبيب متعاونين على كل كرب وأمر صعب بمساعدة الناي السحري الذي كانت أنغامه تخلق من العسر يسراً ومن الترح فرحاً حتى توجت تلك القصة بالنصر والسعادة بمعاونة ساراسترو الذي نجح أيضاً في القضاء على دسائس ملكة الليل وأعوانها وأغرقهم في الظلمة الأبدية كما تروي أحداث القصة .

وتتضمن القصة  شخصيات أخرى تساهم في صناعة أحداثها مثل : صياد الطيور وبائعها المرح الذي يحملها في قفص على كتفه ويرقص بها وينفخ في صفّارات من قصب الغاب مغنيا بصوته الجهير في الساحات والأزقة وتحت الشبابيك وهو الذي رافق تامينو لتحرير بامينا من أسر مملكة الليل..ثلاث من الشباب الذين يرشدون بامينا في رحلته الصعبة .. الكهنة الثلاث ..النسوة الثلاث حليفات ملكة الليل .. مونوستاتوس ولي “ساراسترو” حارس بامينا الذي وقع في هواها .. وهناك رموز شكلية ومكانية هامة تساهم في بناء القصة مثل :الناي السحري ، الغابة الخضراء ، هيكل الحكمة ، عربات الأطفال ، الطرق الضيقة التى أرتادها الأمير ، صفارات القصب ، الأجراس السحرية ، الأفاعي والوحوش الضارية ، السلسال الذي يحمل إطارا به صورة بامينا التي أطلعت عليها النسوة الثلاث تامينو ليفتتن بجمالها الساحر ، الماء والنار، ولجم الفم عن الكلام كاختبارات لتامينو في رحلته، الخنجر المسموم الذي أرسلته ملكة الليل لابنتها بامينا لتغرسه في صدر تامينو فحاولت قتل نفسها به .

وقد قدم الفنان كلاي قاسم نصوصاً بصرية موازية لهذه الأوبرا فتنطلق مشاهده الغرائبية هذه المرة من أحداثها ومشاهدها ومواقفها وشخصياتها ،حيث وجد الفنان في أجوائها السحرية مجالاً يناسب عوالمه وخياله الحر وفضاء اللوحة كما يحبها . ويبدو أن الفنان قد وجد كنزاً ثريا في تفاصيل هذه الأوبرا المشحونة بالأحداث والمشاهد والشخصيات العجيبة ، وقد قرأ جيدا عنها وشاهد العديد من العروض لها وامتلئت ذاكرته بصورها ، إلا أن ذاكرة الفنان تعمل على نحو أخر فقد تشربت كل هذه المادة وطرحتها بشكل غير مباشر ، حيث استدعى كلاى أطياف أحداث الأوبرا  متداخلة متراكبة كأنما يعيد إنشائها بعد تفكيكها ويقوم بسردها بصرياً بما يناسب فنانا يطرح عملا تصويريا يختلف عما يقدمه فنان “السينوغرافيا” المرتبط بضبط مشاهده وفق أحداث ومواقف محددة ، فعلى الرغم من ارتباط الأعمال بموضوع الأوبرا إلا أنها جاءت ملغزة في تفسيرها وفك رموزها ، وربما تبوء محاولتنا بالفشل إذا حاولنا أن ننسب كل لوحة لمشهد بعينه في الأوبرا ، لقد أحسن صنعاً بوضعنا في حيرة التفسير فجعلنا أكثر تشوقاً وشغفا ونحن نرى أوبراه الخاصة التي صاغها من أطياف أوبرا “الناي السحري “، لقد استبدل الفنان الناي السحري الذي يخلق الفرح من الحزن بفرشاته التي بدت في هذا المعرض فرحة وحرة وبألوانه التي غدت فردوسية رائقة وبمنظوراته الخيالية وعبثه بفكرة الفضاء المنتظم التقليدي .

وكلاي قاسم فنان يعتمد آلية التداعي الحر سواء على مستوى ميلاد عناصره ونضجها أو على مستوى أدائه الفني فهو من هؤلاء المصورين الذين لايفقدون أية مرحلة من مراحل العمل الفني؛ يحتفظ بنزق البدايات الأولى وصولاً إلى حكمة الاكتمال ،ويستثمر جميع مراحل العمل محتفظاً بقبس من هبات كل مرحلة فيصبح سطح العمل مزيجاً مثيراً بين الأبنية العفوية والأبنية المحكمة ، وهو من الفنانين الذين يديرون الصدفة بحرفية كبيرة بداية من التحضيرات الأولى التي يطلق فيها الخامة بحرية كاملة لتمارس تأثيراتها عبر شبكة من الزخات والبقع والنشع والتسييل لخاماته التي يبدأ بها شفافة تاركاً للماء والحبر الرجراج حريتهما في رسم الأشكال والتعريجات ليصنع منها كائنات يراها هو وحده، فعبر ملكة التخييل واكتشاف الأشكال من وحى الهيئات غير المنتظمة التي يمنحها التحضير يبدأ كلاي في إقامة شخوصه ومفرداته ليحذف باللون الساطع مالايلزم ويحتفظ بما تحتاجه أعماله وهنا تحدث المفارقة بين مناطق الإعداد الحر التي يقتنصها الفنان وبين التدخل المحكم لإعادة بنائها وربطها بمسطحات اللون المضافة وحلول التصميم وفقاً لطبيعة كل عمل .

هي مراحل من الحذف والإضافة وإحداث التوافق بين التركيبات العشوائية التي صنعتها حركة المادة الحرة وتفاعلها على السطح والتركيبات اللونية الجديدة التي يضيفها للوحة، إنه يبني الشكل من الخلفية التحضيرية له، يمزج بين مساحات اللون المشَبعة المعتمة الكثيفة وبين تأثير اللمسات الخشنة والمساحات الشفافة وآثار النشع والتبقيع وخطوط الأحبار السائلة والمتعرجة التي تتخذ بدورها أشكالاً جديدة ، ويستجيب كلاي لإيحاء هذه التحضيرات التلقائية بل ربما تعد هي مثيره الأول الذي يكتشف عبره مفرداته ويستكملها بقرار انتقائي يختار فيه ما يصلح منها فتستمر حياته على اللوحة وما يجب أن يغيب فيقوم يتغطيته من خلال أبنية اللون الجديدة . وهنا يبدأ عمل الخيال في انتقاء الأشكال المرادة وبعثها إلى الطبقة النهائية للوحة . ثم يأتي دور ما أسميه بالممرات حيث يصنع الفنان مناطق وسطى للربط بين العالمين عبر العمل فوق التأثيرات العشوائية لربطها بالمساحات الجديدة المضافة وإضافة شرائح من اللون الصريح أوالمشغول بالنقاط أو اللمسات المتقطعة أوالمربعات الصغيرة الشطرنجية، والمحصلة في النهاية هو تلك الهيئة الخيالية الغريبة التي تظهر بها أشكاله خاصة عندما يضعها في حيز فراغي مقسم لأنهر لونية عرضية ، أو يزرعها في منظور غير معقول ،أو يصنع منها مجموعات في حيزات فراغية متناقضة لكنها مجتمعة سوياً .إنها رحلة ممتعة في بناء العمل الفني عبر مخيلة نشطة وقدرة على توليد الأشكال وتنظيم محترف للصدف واللقيات السعيدة التي يحصل عليها فقط :الفنان الواعي ،الشغوف بتجربته ، المستغرق فيها .

هي تجربة جديدة ومثير جيد لتوارد الصور وتدفقها عبر أحداث خيالية بين عالمى الخير والشر والجهل والمعرفة والمحبة والكراهية وقد نجح كلاي في أن يطرح أعمالا جاذبة تجعلنا نرى أنفسنا نعيش في تلك العوالم العجيبة التي أطلقها كلاي عبر “الناي السحري” .

                                                                                          د/ أمل نصر                                                                                  سبتمبر ٢٠١٩